بيت المقاطيع

في “بيت المقاطيع” من بيت الياسمين للنشر والتوزيع، يقدم مصطفى الششتاوي رواية تتناول معاناة أهل البداري، أرض لا ترحم ساكنيها. الرواية تروي قصة منطقة ذات طابع قاسٍ وجامد، حيث تسود قوانين صارمة وجشع وعنف غير محدود. البداري ليست مجرد مكان؛ بل هي تجسيد للظلم والخوف الذي يلاحق سكانها بلا رحمة.

تبدأ الرواية بتصوير هذه الأرض كجحيم لا يُحتمل، حيث جردت النساء من رجالهن، وحرقت الزرع، وألقت بصغارها في عالم اليتم مبكرًا. القتل والخيانة جزء من حياة سكان البداري، حيث رحبت بالأشرار وساهمت في تدمير الأبرياء. يتم تقديم أفراد العائلات كقرابين لهذه الأرض المتعطشة للدماء، في مشهد يبعث على الرعب والتوتر.

في إيقاع سردي جذاب، ينسج الششتاوي أحداث الرواية عبر أزمنة متعددة، ليعرض تعقيدات الأرض وسكانها من خلال مفارقات مبكية ومضحكة في ذات الوقت. كل فصل من الرواية يكشف جانبًا مختلفًا من معاناة السكان وصراعاتهم الداخلية، مما يمنح القارئ فهمًا أعمق لطبيعة البداري.

الرواية لا تقتصر على وصف الأحداث، بل تغوص في نفسية الأبطال وتحلل تعقيداتها، مما يخلق تجربة قراءة تتجاوز الحدود التقليدية لأدب الرعب. تطرح “بيت المقاطيع” سؤالًا ملحًا: هل للشيطان حق الانتصار في عالم مليء بالشر؟ من خلال تسليط الضوء على الصراعات الداخلية والخارجية في حياة سكان البداري، تقدم الرواية نظرة فاحصة على الجوانب المظلمة للشر البشري ومكانه في هذا العالم القاسي.