الرق في الإسلام

الرق في الإسلام: رد مسلم على الكردينال لافيجري
تأليف: أحمد شفيق | ترجمة: أحمد زكي | صادر عن بيت الياسمين للنشر والتوزيع

يقدم كتاب “الرق في الإسلام: رد مسلم على الكردينال لافيجري” للمؤلف أحمد شفيق، ترجمة أحمد زكي، تحليلًا معمقًا لموضوع الرق عبر التاريخ من منظور إسلامي. الكتاب، الذي أصدرته بيت الياسمين للنشر والتوزيع، يعد ردًا قويًا على الانتقادات التي وجهها الكردينال لافيجري للإسلام فيما يتعلق بالرق، حيث دافع شفيق عن الإسلام وقدم صورة متكاملة عن كيفية تعامل المسلمين مع هذه القضية.

ألف أحمد شفيق هذا الكتاب في الأصل باللغة الفرنسية للرد بشكل مباشر على ما اعتبره ادعاءات مغلوطة ضد الإسلام. الكتاب يستعرض تاريخ الرق في مختلف الحضارات، بدءًا من المصريين القدماء وصولًا إلى الحضارات اليونانية والرومانية. يشير شفيق إلى أن الرق كان جزءًا من النظام الاجتماعي في معظم الحضارات القديمة، حيث كان يعتبر البديل الأقل ضررًا عن الجوع والموت.

ما يميز هذا الكتاب هو مقاربته الدقيقة لكيفية معالجة الإسلام لقضية الرق. يشدد شفيق على أن الإسلام جاء ليضع حدًا للرق ويجفف منابعه تدريجيًا. يوضح أن الشريعة الإسلامية قدمت العديد من الوسائل التي تسهم في تحرير الرقيق، مثل الكفارة عن الذنوب التي تدعو إلى تحرير العبيد، بالإضافة إلى التشجيع المستمر على المعاملة الإنسانية للرقيق ومنحهم حقوقهم الكاملة كأفراد.

الكتاب يشرح أن الإسلام لم يقتصر على فرض تحسينات على حياة الرقيق بل سعى أيضًا إلى إلغاء الرق بشكل تدريجي من خلال تشريعات ذكية تأخذ بعين الاعتبار الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة في ذلك الوقت. يعرض الكتاب أيضًا كيف أن المعاملة الحسنة للرقيق في الإسلام كانت متميزة مقارنة بما كان موجودًا في الحضارات الأخرى، حيث تم تشجيع المسلمين على تحرير عبيدهم كجزء من ممارساتهم الدينية والاجتماعية.

بإيجاز، يعرض الكتاب قضية الرق من منظور تاريخي واجتماعي وديني، مسلطًا الضوء على موقف الإسلام المتقدم في التعامل مع هذه القضية مقارنة بغيره من الأديان والثقافات. كما يبين الكتاب كيف أن الإسلام لم يتجاهل حقيقة الرق ولكنه عمل على تحويله إلى نظام أكثر إنسانية وعدلًا حتى يتم إلغاؤه تمامًا.

هذا الكتاب يعد من المؤلفات الهامة لفهم رؤية الإسلام لقضية الرق وتطور هذه الرؤية عبر الزمن. ويظهر كيف أن التشريعات الإسلامية كانت تتماشى مع المبادئ الإنسانية التي تنادي بالعدالة والكرامة للجميع، مما يجعله مصدرًا قيمًا للباحثين والمهتمين بدراسة التاريخ الاجتماعي والديني.