المجد و الذهب و الإنجيل

في “المجد والذهب والإنجيل” من بيت الياسمين للنشر والتوزيع، يسبر لويس ب رايت، عبر ترجمة أسامة نصار، أعماق دوافع الغزاة الأوروبيين خلال توسعهم الاستعماري في أفريقيا وآسيا والعالم الجديد في القرنين الخامس عشر والسادس عشر. يهدف الكتاب إلى استكشاف ما إذا كانت دعاوى التبشير المسيحي التي استخدمها هؤلاء الغزاة كانت دافعًا حقيقيًا أم أنها مجرد غلاف يخفي الطموحات الحقيقية للجشع والمجد.

يبدأ الكتاب بجولة تاريخية شيقة تبدأ بجهود الأمير هنري الملاح، الذي سعى لاكتشاف مملكة الكاهن يوحنا المسيحية الأسطورية، والتي كان يأمل في أن تساعده في تشكيل جبهة لمحاصرة المسلمين. كان هدفه الأسمى تحرير القبر المقدس وكنيسة القيامة من المسلمين، وهو ما يعكس النزعة الدينية التي كانت حافزًا رئيسيًا في سياق الحروب الصليبية.

ينتقل الكتاب إلى كريستوفر كولومبوس، الذي اكتشف العالم الجديد، وسعى لاستعباد الشعوب الأصلية تحت مسمى “الاسترقاق من أجل الخلاص المسيحي”. تتجلى هنا الفجوة بين الأهداف المعلنة والواقع القاسي لاستغلال الشعوب. كذلك، يستعرض الكتاب مغامرة ماجلان حول العالم، والتي انتهت بوفاته قبل إتمامها، مما يبرز المخاطر الكبيرة التي واجهها المستكشفون.

يركز الكتاب أيضًا على هرنان كورتيس وفرانسيسكو بيزارو، اللذين تمكنوا من إلحاق هزائم ساحقة بإمبراطوريات عظيمة مثل الآزتيك في المكسيك والإنكا في بيرو. فقد تمكنوا من هزيمة جيوش تضم مئات الآلاف من المقاتلين بقوى ضئيلة من الجنود الإسبان. تتناول الرواية أيضًا استراتيجياتهم الاستعمارية وكيف استخدموا التكنولوجيا والعنف لتحقيق أهدافهم.

من خلال تحليل الأحداث والتفاصيل، يكشف الكتاب عن التناقض بين الدوافع الدينية المُعلنة والدوافع الحقيقية التي كانت تحرك هؤلاء الغزاة. يطرح الكتاب تساؤلات حول مدى صدق التزامهم بالمبادئ المسيحية مقارنةً بالجشع والسعي وراء الثروات والمجد الشخصي. يقدم “المجد والذهب والإنجيل”، قراءة غنية للتاريخ الاستعماري، تسبر أغوار الدوافع الحقيقية التي أدت إلى تشكيل العالم الحديث، وذلك عبر بيت الياسمين للنشر والتوزيع.